نبــذه عن حياة الموسيقار المتميــز كاظم الساهر

.::كاظم الساهر ::.

بالتأكيد جميعنا نعترف انه أصبح نجم و أمير القصيدة العربية أو كما يطلق عليه الساحر , فهو يسحر الناس بأنغامه الراقيه وصوته الحنون , انه فنان حساس رقيق مثل ورق الورد , صوته صوت الشجن , عينيه تومض ولكنها تمتلئ بحزن عميق , قد يرى البعض هذا الحزن عبوسا ويحاول به كاظم أن يكون همزة الوصل بينه وبين جمهوره ولكن هذا الفنان ليس سوى فنان صنعته أحزان كبيرة صنعت منه انسان عذب رقيق فهو دائما مهموم بفنه..

انه أصبح حبيب الاطفال وحديث الشباب ويحن له كل من عاصر الفن الجميل فالاطفال لا تنام الا على صوته لما به من دفء ومن يستمع اليه فيذوب معه وتلتهب مشاعره فهو رمز للعراقة والاصاله انه يعشق فنه فعشقه المحبين احترم نفسه فأحترمه الجميع .

كان نصيبه وفير من الشائعات ولكنه لم يهتم وصرح أنه لن يرد على هذه الشائعات الا بالعود والالحان وقال عن نفسه انه قصيدة للعشق ومدينة للحزن .

نعم يا كاظم ما قلته صحيح فعندما ننظر اليه نشعر بأنه طفل متعب أو شاب أثقلته الهموم , خرج من بين الانقاض والحربليجد لنفسه مكان تحت الشمس يشتاق كثيرا لحنان أمه وكذلك والده يحب ولا يستطيع العيش بدون الحب فدائما ينظر للسماء وينعى للنجوم حبه وعشقه ويكره الفقر الذي حرمه من ليلى بنت السلطان , استطاع ان يحتل مكانه متميزة عن غير ابناء جيله قد يكون السبب القبول وذلك لان كاظم عندما تنظر اليه تتفاعل معه بسرعة ويمكن ان يكون السبب صوته الدافيء الشجي او الاحساس الصادق أو الذكاء في اختيار الكلمات الراقية والالحان العذبة أو الدقة في كل شيء .

احتارت معه الصحف واحتار النقاد في هذا الفنان الذي أعادنا لزمن الفن الجميل ولكن نستطيع ان نقول تحول الحجر الى ماس مشع وهذا هو كاظم الساهر وكما يقال انه فنان له بصمة واضحة في تاريخ الغناء فتراه على المسرح هادئ مضطري أيضا يطل علينا بابتسامه هادئة وعندما يسلطن تجده يصفر بفمه كبلبل ويحضن الدبدوب في سعادة ودلال .

حقا انه فنان من طراز خاص ولم يأت هذا النجاح هباء ولكنه انصهر داخل الآتون الملتهب آتون الفن فالنيران حاصرته بالبدايه كان يحمل الفرشاه ليعمل دهانا وكانت ثقيله على يده النحيلة ويبيع الكتب في المقاهي ويطوف حتى يجد من يعشق القراءة يضيف اليه بعض النقود ويخفف عنه حمل الكتب , تاه بين الفنانين بالبدايه فقد استكبروا أن يعترفوا بموهبته وعندما استطاع هو أن يثبت وجوده وتألقه رفعوا عليه السيوف وبدأت الحرب لكن الشجرة الاصيلة كان ثمرها خيرا كانت الثمرة ألحان رقيقة وصوت عذب .

هو بالتأكيد فنان غير تقليدي لا يعترف بالسهل بل يهوى الشيء الصعب , جاء الركود في عالم الغناء يشبه المياه الراكدة فغنى سلامتك من الآه و اني خيرتك فاختاري , فحرك الركود كمن ألقى حجر في الماء الراكد , حرك الركود باحساسه المتدفق ومشاعره الرقيقة التي يظهرها دائما بأدائه ونبة الحزن بصوته تعيدنا للماضي الاصيل ولذلك فهو لا يحتاج من العالم كله سوى الحب والتحية فقد جعل الناس تحترم الاغنية ولم تعد الاغنية مجرد تصفيق ورقص فهو بحق يجبرك على سماعه , ليس كاظم مجرد صوت أو كلمات أو ألحان ولكن كله على بعضه حلو ينام على حب الطرب ويصحو على رنين العود , لذلك فهو بحق قنديل الشرق فهو كتلة من الاحاسيس الجميلة الرقيقة .

ونحن هنا نتعرض للساهر من جميع الاتجاهات حتى يبدو واضح امام الجميع ويعرفه الناس اكثر , نتحدث عن والده ووالدته وعلاقته بأخوته وزوجته وأبناءه وما يحبه وما يكرهه وما يخاف منه وما يبكيه وذكرياته في بداياته ومعاناته الطويلة ومحاولاته لكي يصل لقلوب الناس .

.::الساهر والعائلة::.
كان يجب معرفة الحياة التي عاشها الساحر وطبيعتها حيث ان اي مبدع لا ينفصل نجاحه عن الحياه التي عاشها من البداية :

هو ( كاظم جبار ابراهيم – عراقي الجنسية – المولد 12-9- 1957 الموصل ) .

.::كاظم مع والدته::.
تحدث كاظم عن والدته فقال : أمي ربتني مع أبي بالطبع ولكن أبي لم يتعب كما تعبت أمي علي وعلى اخوتي حيث أن والدي كان مشغول بعمله لذلك كان لامي مواقف كثيرة وعظيمة أما والدي فقد علمني بأن علاقة الأب بابنه علاقة صداقة فمنحني منذ البداية القدرة على تحمل المسؤولية ولكن امي كانت التضحية بعينها والمعبرة عن قدرة ربة البيت التي تحتضن عشرة ابناء ( ثمانية صبيان وبنتان ) وكانت تجلس بجوارنا دائما وتهرع الى غرفتي من وراء والدي لكي تقول لي هناك برنامج موسيقي تعال لنتفرج عليه وعندما مرض والدي كنت مسافرا وكان اخوتي كلهم حوله وكنت اتصل يوميا بالهاتف لاسأل عنه رغم ذلك فان والدتي لم تترك غرفته للحظة واحدة وظلت تجلس على كرسي بجواره رغم انها كانت مريضة وبقيت معه طيلة الايام التي مكثها في المستشفى كانت تنظر اليه بشغف وحنان وكانها تراه لاول مرة , وتحبه كما أحبته في شهر العسل وتقول لكل من حولها هذا حياتي وما عندي غيره وهو عشرة عمر , وعندما فقدت الزوج العزيز الذي عاشت معه رحلة الحياة لم تستطع الام الطيبة ان تنسى وراحت تتذكر ذكريات الايام الحلوة ولم يكن هناك سوى دموعها التي راحت تسيل ليل نهار حزنا على الزوج الذي رحل ولن يعود حتى فقدت الام الطيبة بصرها وبذلك راحت العيون تعبر عن الحزن رغم كل الايمان الذي بداخلها وهرع بها كاظم للاطباء وهو لا يفارقها داعيا لها ونحن ندعوا لها معه وندعو له جميعا .

ويذكر كاظم محادثة بينه وبين أمه فيقول : اتصلت بي أمي وقالت يجب أن اراك ولكني لا استطيع أن اسافر لاني تعبانة فقلت لها سأتي أنا لك , فقالت : هل تعدني قلت لها أعدك بعد أن اكمل عملي أن اسافر اليك فقالت لي جملة لن انساها ابدا : أنت عندك أولاد وتعرف وحشة الابناء , ويعترف كاظم انها اقرب الناس له وأحن الناس عليه ويحن لها كثيرا ويبكى على صدرها كثيرا, أما امي وابي فهما فرحانين بي كمطرب وكلما رأتني أمي أصلي تقول لي ربنا يهديك يا كاظم وعندما اجلس بجانبها أشعر كأنني طفل صغير يحس بحنان أمه

.::كاظم مع والده::.

ويقول كاظم عن والده : أنه لم يقس عليه ذات يوم ولكن في ذات يوم كلمني بشدة والسبب أنه لم يكن في البيت تلفزيون , وكان التلفزيون في المقهى الذي بجوار المنزل وكنت أحب مشاهده الافلام العربية القديمة وحدث انني كنت اتابع الفرجة على احد الافلام القديمة وتابعته حتى نهايته وعندما رجعت للمنزل في وقت متاخر أيقظته كي اخبره بأني قد وصلت فنهرني بشدة .

وعن البيت الذي نشأ فيه يقول كاظم : أما البيت ( فعينك ما تشوف ) التراب الذي كان يتساقط علينا من السقف فالبيت مساحته 85 متر وكنا نعيش فيه عشرة أخوه وأب وأم الى جانب أن احد اخوتي كان متزوج ومعه زوجته واولاده , وكان في البيت أربع غرف صغيرة وصالون وكنا نفرش المراتب في الصالون وقت النوم أنا وثلاث اخوة لي أما النهار فكنت أختار الجلوس في غرفة تطل على الشارع وكنت ألحن و أعزف فيها عندما يخرج أخوتي لوظائفهم و أعمالهم وبعد ذلك استقل اخي واستأجر بيت له أما بيت العائلة كان في مدينة الحرية أزوره , ثم حين أكرمني الله وبدأت أعمل بشكل منتظم اشتريت بيت آخر لاهلي ولا يزال حتى الان لي العديد من الاصدقاء في البيت القديم .

.::كاظم مع اخوانه::.
اما علاقته باخوته قال كاظم : نحن عشرة اخوه وتسلسلي بينهم السابع , اخي الكبير اسمه علي وهو متقاعد وانا أحب كل اخوتي وان كان بعضهم لم يتحمل المسؤولية الكاملة ويعود هذا لظروف الحرب فقد تأذوا منها وكانوا بقدر ما يعملون لا يستطيعون أن يؤمنوا احتياجات عائلاتهم وعلى سبيل المثال أخي الكبير عنده 17 ولد وبنت وعندما اسأله كيف تستطيع أن تربيهم ؟ يبتسم ويقول خليها على الله وهو يحب الاطفال بشكل غريب ويجلس أمامهم ساعات طويلة , و برأيي أن هذا يعبر عن مسؤولية كبيرة فأنا على سبيل المثال عندي ولدان وأقول في نفسي هذه مسؤولية كبيرة , ويتابع الحديث عن اخوته ويقول وهناك اخي حسن وله مشروع خاص يعيش منه هو وأطفاله وكل أخ عندي لديه مشروع لان الوظيفة لاتكفى كمرتب للأكل وراتب الوظيفة يعادل ثمن كرتونة بيض وعلبة حليب وحسن عنده سوبر ماركت وكذلك علي واخي حسين عنده محل لبيع شرائط الكاسيت ومحمد عنده مشروع أجهزة موسيقية لانه يحب الموسيقى وكذلك اخي ابراهيم واخي سالم وعنده ايضا 6 اولاد اما اخوتي البنات فهي الاخت الكبرى أم بدر وعندها بدر فقط والثانية أم وسام ومحبة في ابني وسام فقد سمت ابنها على اسم ابني , وعند ام وسام اربعة اطفال واقرب اخوتي الي حسين وانا اقرب منه نتيجة لمجال عمله وثقافته ولأشياء كثيرة أحببتها فيه فقد كان يمنع عن نفسه أيه متعة ويشتري بمصروفه الكتب لكي يقرأ اما اخي ابراهيم فهو طموح وبالمناسبة أخي سالم عازف ناي في فرقتي وهو خريج معهد الموسيقى .
وطبعا الاقي كل حنان وحب من شقيقاتي وهما يتصلان بي كلما قرأت أحداهما خبرا مزعجا في أي صحيفة ويبدين خوفهن علي , واختي الصغيرة يوم زواجها انفردت بها وسألتها اذا كانت راضية عن هذا الزواج ام لا وانني سأكون بجانبها , وتزوجت برغبتها ]

.::كاظم وعائلته زوجته وابناءه::.
ويأتي حديث كاظم عن الزوجة والابناء ويقول : بدأت الاقتراب من زوجتي وانا في السابعة عشر وهي بنت عمي وفترة الخطوبة استمرت عاما قبل اتخاذ قرار الزواج وهي انسانه طيبة مخلصة شخصيتها قوية وتمتاز بثقة النفس , واعجابي بملامحها وشخصيتها حدث في نفس الوقت , واخي الكبير تزوج اختها وأبلغ والدي بحالتي المادية لعمي فوافق واشترينا شقة وبالمناسبة العادات بالعراق أن المنزل وكافة الاثاث والشبكة وكل شي على العريس اما العروس فتجلس منتظرة واضعة يدها على خدها ومؤخر الصداق مسألة رمزية وأول حمل لزوجتي توأما وتوفيا وهي حامل بالشهر السادس وبعدها جاء للدنيا وسام ( سومة ) وتمر سنوات طويلة ليصل حبيب قلبي عمر أما التدليل كله فكان من نصيب وسام الذي كان طفل وحيد لمدة ستة اعوام حتى طلبت أمه قردا جديدا في البيت وانا اطلق على عمر لقب قرد لخفة دمه الشديدة , وسام وعمر هما أحباب عمري اصطحبهم معي دائما في كل حفلاتي فأنا اتفاءل بهم وهم اصدقائي يشاركوني اختياراتي فمثلا عمر ووسام اتصلوا بي من كندا وقالوا لي اذا لم تضع قصيدة زيديني عشقا بالالبوم سوف نزعل منك وقال لي عمر أنا بحب باب الجار فلا بد ان تكون أيضا بالشريط وبالفعل كانول من أجمل الاغاني والبنت عندي زي الولد ولكن في البدايه تمنيت ان يكون عندي ولد وبنت ولكن الحمد لله الان ولا افكر في مولود جديد , وأطفالي هم سر سعادتي وهم يدرسون في كندا سابقا بينما عمر حاليا بالامارات ( الشارقة ) وفي العطلة يأتون عندي ويقضون معي الاجازة , ووسام عندما يراني مجهد من العمل يأتي بسرعة ويقبلني في رأسي ويقول لي سلامتك يا بابا أنت حبيبي .. تكفيني سعادتي مع أولادي وزوجتي وهم الواحة الجميلة التي أعيش فيها , وانا العب معهم في وقت اللعب وأعاملهما كرجلان في أوقات الجد , اناقشهما في كل صغيرة وكبيرة وأشركهما في اي مشكلة تحدث في محيط الاسرة , عمر ووسام متذوقين للفن وكتب عمر قصيدة لحنتها وسجلتها ونرددها مع بعض في المنزل وأشاد بها نزار قباني ووسام بدأ الاتجاه للبيانو رغم ان والدتهما ترفض لهما هذا المجال وتتمنى ان تراهم في مناصب أخرى ولذلك عمر مستعد ليكون طيار .
وزوجتي لا تغار من معجباتي ولا من الاشاعات التي تثار فأنا وزوجتي نفكر في مواضيع أرقى بكثير ومساحة الغيرة عندها محدودة وهذا ليس لقلة الحب بل للثقة , لانها تعرف كاظم جيدا وأحيانا تصطحبني زوجتي في حفلاتي وان كان هذا قليلا والحب لم ينتهي بعد الزواج وورثت هذا عن والدي ووالدتي فقد كان والدي بالمستشفى ووالدتي تجلس بجواره رغم انها تعبانه وتعيش بكلية واحدة والاخرى مريضة وتحتاج لغسيل مستمر وانا تزوجت مرة واحدة وعن حب ولذلك فهي أكثر من يعرف نفسيتي وأخلاقي وأنني احترم نفسي وجمهوري .

وفي 8/2000 – قال الساهر عند مرض ابنه عمر ( قد جئت لأمريكا لعمل عملية جراحية لعمر فهو يعاني منذ فترة مشكلات في أذنه الوسطى كانت تؤثر عليه وتؤرقه في هذه المرحلة من العمر وتحد من حركته مثل بقية الاطفال في عمره وكان الحل اجراء عملية جراحية له في امريكا وأجراها بالفعل وتعلقت عيني باسطوانة الاكسجين التي تمده بالحياه ثلاث ساعات هم أطول ثلاث ساعات في حياتي وفي هذه الساعات تحولت كل مشاعر الحب كأب الي عبارات دعاء له حتى يعود مرة أخرى يملأ الدنيا بصرخاته وضحكاته وعرفت معنى الأبوه وأحسست به كما لم أشعر به من قبل وكم هي نعمة أشكر الله عليها )
وفي نفس العام انطلقت اشاعة حول طلاقه من زوجته ورفض كاظم التحدث وقال : ( انها منطقة محظورة وحياتي الخاصة ملك لي وحدي ووقتي ملك للناس يحاسبني جمهوري اذا قصرت في حقه وأنا احاسب نفسي قبل ان أدع الجمهور يحاسبني ) الساهر حاليا منفصل عن زوجته.

.::رحلة الساهر في مجال الغناء والطرب::.
سوف نتناول مراحل رحلة الساهر مع الغناء :

.::المرحلة الاولى::.
في سن العاشرة عندما بدأت الموهبة عند كاظم تتضح فبدأ يقلد ويدندن ويغني للاهل والاصدقاء وأول ما سمعه الناس من كاظم هو القرآن الكريم .

.::المرحلة الثانية::.
بعد مرحلة الهوايه اتجه الساهر لاحتراف الغناء فبدأ بالدراسة والتحق بمعهد الموسيقى الذي تخرج فيه وهو في العشرين من عمره ثم اثقل موهبته بدراسة العود لمدة عامين .

.::المرحلة الثالثة::.
شعر كاظم بعد التخرج بانه موهوب فهو ليس مطرب عذب الصوت فقط بل هو كتلة من الاحاسيس والمشاعر الرقيقة لذلك حاول كتابة الشعر ثم بدأ التلحين كدارس للعود , وهنا قرر الساهر خوض التجربة وقام بعمل اغنيات بارزة مثل لدغة الحية وعبرت الشط .

.::المرحلة الرابعة::.
بعد النجاح في بغداد مد كاظم بصره للبلدان العربية والاوربية وأنطلق في كل مكان وأصبح النجم الغامض الساحر ولكن السياسة والحرب منعت صوت كاظم من الوصول للنيل سريعا .

.::المرحلة الخامسة::.
في عام 1995 فاجأ كاظم المصريين بحب وعشق وألحان جعلت الناس تسافر للسبعينات لزمن الفن الجميل , ودق أبواب القلوب وعرفه المصريين جيدا وأحبوه فأحبهم .

ويقول كاظم : بدأت أغني عام 1988 وكل ما اغني اغنية شعبية الناس تحفظها وتشهرني وبعدها بسنتين غنيت من ألحاني أغنية طويلة لمدة ساعة ونصف من 85 بيت شعر اسمها لا يا صديقي وهي من كلمات الشاعر عزيز الرسام وسجلتها في استوديو 46 بمصر ويومها كتبت عني احدى المجلات وقالت من هذا الصعلوك الذي يدعي أنه يؤلف ويلحن ويغني وعندما سمعها الموسيقار محمد عبد الوهاب قال اشكروا لي صاحب هذا الصوت

.::معاناة الساهر::.
لحظة شهدتها مدينة الموصل عندما ولد كاظم الساهر نجد عائلة مكونة من عشرة أخوة وأب و أم كان الاب يعمل جندي بالجيش وكان مشاغبا على حد تعبير الساهر ولذا كان يتعرض للعقوبات مما جعله ينتقل من محافظة لاخرى واحتفظ الساهر بمشاعر الحرمان في طفولته ونتيجة للترحال اكتشف الساهر موهبته عندما اصطحبه أحد أساتذته بالمدرسة الابتدائية الى ادارة المدرسة وطلب منه قراءة القرآن الكريم أمامهم ومن أعجابهم زاد اصرار الساهر على تعلم الموسيقى ودخول هذا المجال فكان يذهب سائرا على قدميه لمدة تزيد على ساعتين يوميا ليتعلم العزف على الجيتار وبعد أسابيع قام بتلحين قصيدة من احدى المجلات بعنوان ( أين انت يا حياتي ) وبعدها بعام كتب اولى محاولاته للشعر ولكن كان لا يكتبه بجودة عالية مثل الرسائل التي كان يعطيها لاخوته لاعطائها لصديقاتهم , وعندما تأكد الاخ الاكبر لكاظم من موهبته واصراره على الاحتراف قال له عبارة ( ما دمت اخترت الفن عليك ان تعرف أنك لو أحترمت فنك فسوف يحترمك الجميع ولو انحرفت عنه للطريق الرخيص فسوف تكون عجلت بنهايتك ) وتقدم كاظم لمسابقة المواهب السابه ووقع اختيار اللجنة عليه للغناء في التلفزيون وهناك رفض أحد المسؤولين ظهوره بسبب غير معلوم وكان اسلوب الرفض جارح لدرجة تكفي لزرع حدائق يأس داخل صدر الساهر وحالت بينه وبين احتراف الغناء ولكن غنى وأخذت نجوميته تكبر يوم بعد يوم وكانت الكويت هي أولى محطات النجاح وكان كاظم يترقب دخوله مصر والسبب بكل بساطة انها مناره الفن في الوطن العربي وجاءت له الفرصة عندما دعاه الراحل أحمد سمير لاحياء حفل الليلة الثامنة من ليالي التلفزيون وبالتحديد يوم 13/6/1995 ونجح كاظم في أن يعلق الناس به وكاد يخسر جزء كبير من هذا النجاح عندما اختلفت الآراء حول تقبيله لخشبة المسرح وتوالت الحفلا وتبرع كاظم ذات يوم لاحياء احدى الافراح ولكن لم يكن فرح عادي بل فرح أحد ابناء اصدقاءه وفوجيء يأن هناك مندوبين من النقابه يطلبون منه سداد نسبة 15 الف جنيه مصري وهي نسبة تتقاضاها النقابة بخصم 20% من أجر المطرب عن كل حفلة ولكن كاظم لم يكن يعرف هذه القوانين فرفض دفع المبلغ لانه لم يتقاضى أجر عن الفرح واشتعل التوتر الى أن اصدرت النقابة قرار بمنع كاظم من الغناء بمصر وتدخل صاحب الفرح ودفع المبلغ ولكن المشاكل لا تنتهي حيث شبت مشكلة أخرى بين كاظم والنقابة بحجة أنه اهان الموسيقيين المصريين , وهذا لايعقل حيث أن كاظم أعاد تسجيل أغنياته مع عازفيين مصريين .

وبهذا يمكن أن نقول أن كاظم فنان ولد من رحم الحزن ولذلك اكتسب صوته نبرة الشجن وقال كاظم أحيانا أود كتابه أغنية بروح مبتهجة فأجد القلم يأخذني ناحية الحزن ولم ينتهي الامر عند هذا الحد بل انتاب الساهر حالة من الحزن الشديد والسبب أنه علم أن هناك حربا ضده في الخفاء من قبل عدد من المطربيين من أجل ابعاده عن الساحة الغنائية في مصر خاصة بعد أن رفضت الاذاعة اعتماد اغنيتين له وان هناك مسؤول كبير جمعته جلسة مع مطرب مشهور ومطربة عربية مشهورة أيضا قال فيها المسؤول خدول بالكم من كاظم لو أذعنا له اغنيه بنفس الكثافة التي نذيع بها غنياتكم سوف يكون هناك خطر عليكم ورد المطرب المشهور قائلا التلفزيون ده بتاع المصريين فقط .
وكذلك ساءت الحالة النفسية للساهر عقب الهجوم الشرس الذي تعرض له في عام 2000 من أحد دور النشر الكبيرة فقد كتبت يوم حفل الساهر يوم الاحد 10/9/2000 مقال بعنوان كاظم الفاشل دائما وعقب هذا المقال هجوم اخر يوم الاثنين 11/9/2000 بعنوان فيتو ضد كاظم الساهر ,

والعجيب في هذه المقالات عدة أشياء :

*..أولها..*
قد كان مكتوبا في الصفحة الاولى هذا العنوان كمنشيت رئيسي بالجريدة والباقي بالداخل طبعا لتجد صفحة الفن كلها مجهزة للهجوم على الساهر .

*..ثانيا..*
الجريدة كانت من الطبعة الاولى اذن هي بيد رجل المدينة منذ الساعة الثانية صباحا والحفل انتهى في الرابعة صباحا ؟؟!!

*..ثالثا..*
وهي المفاجأة انه عند قراءتك للجريدة ستجد ان بعض القراء قد بعثوا برسائلهم وهذه الرسائل تتضمن ارائهم عن الحفل , قد انتهوا من مشاهدة الحفل بل وكتبوا آرائهم وأيضا بعثوا بها للجريدة وكذلك كتبت وطبعت ووزعت قبل نهاية الحفل بساعتين يا له من عصر سرعة يسابق فيه الزمن بعضه البعض ؟؟!!

فقبل نهاية الحفل قد قالوا آرائهم ؟؟!! انهاء أسماء مزيفة وهمية نشر تحتها الجانين على الساهر كلامهم الغير منطقي وبالطبع انكم تريدون ان تعرفوا ماذا قالوا ,
او بمعنى أدق ماذا قال هذا الصحفى عن الساهر : كيف نستمع لاكثر من 15 قصيدة في جزء واحد من الحفل – كيف يحتكر حفل بمفرده – كيف يغني لمدة اربع ساعات بمفرده – أغانيه غير مفهومة – يتوقف بين كل اغنية واغنية لينتزع تصفيق الجمهور – كيف يقوم باحضار عازفيين من العراق بتصريح سياحة وليس عمل – مغرور و كان يغطى عدم التنسيق مع الفرقة – بوسط الحفل أعلن عن اغنية لم يجرى عليها بروفات وأصر عليها الجمهور ومانت قصيدة ( مستقيل وبدمع العين أمضي ) وغناها و كأنه مطرب محترف .لقد قالوا هؤلاء بل قال الصحفي آرائه...

ويقول كاظم عن بداياته في مصر : اني في اول حفل لي في دار الاوبرا المصرية دفعت من جيبي كي أغني امام هذا الجمهور , فقد اعطتني الاوبرا أجر 26 عازف فقط بينما استكملتهم انا الي 64 عازف كي أظهر بالصورة المناسبة امام الجمهور , وفي الحفلات العامة لا اتقاضى أي اجر عن مشاركتي وأسألوا في ذلك لانني أحب الجمهور و أحب ان يسمعني ولا أحب أبدا ان اكسب منه واتاجر عليه .

ويتذكر كاظم أول مواجهه له امام الميكروفون فيقول :
أول مواجهه للميكروفون كانت عام 1985 وملخص معاناتي أن ( الضربة التي لا تميتني لا تقويني ) فقد عملت أنا واخوتي في سن الثانية عشر عملت في مهن مختلفة مثل بيع الكتب والنجارة والصباغة حتى أحصل على مصروفي بمجهودي حتى ان في الاعياد كنت اعمل , هذا بالاضافة الى الظروف التي مرت بها العراق ولم يكن ورائي اي مؤسسة فنية على العكس لقد كنت اسجل اغاني في العراق ويركنونها سامحهم الله .

مصادر هذه النبـذه:
كتاب عن حياة الموسيقار- مجلة صوت الفنانين – كلام الناس – أخبار النجوم – السينما والناس – الموعد – أهل المغنى

.::النهايــه::.

وبهذا نصل للنهاية ..هذه كانت نبذة بسيطة عن حياة القيصر الساحر الموسيقار كاظم الساهر .. .. اتمنى ان اكون قد تمكنت من وصف نبذه بسيطة عن حياة الموسيقار كاظم الساهر .... كما اتمنى ان تنال على اعجابكم .. .. وكل التوفيق للموسيقار ابو وسام بحياته ومسيرته الفنية ....

تحياتي الساهريه..

شكرا يا عاشقة .. الله يخلي القيصر

مشكور يامبدعه

مشكورين على المرورالرائع
الذي انار صفحاتيـ
تحياتيـ ومودتيـ لكمـ

تدللين عيوني

بجنن بجنن بجنن
يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

عاشت الايادي