اعترفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مؤخراً بسلسلة أخطاء وقعت في العقد
الأخير، بينها الادعاء بأن العراق كان يملك في ظل حكم الرئيس السابق صدام
حسين أسلحة غير تقليدية.
وذكرت
صحيفة "هآرتس" اليوم الأربعاء أن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية
اعترفت، ولأول مرة وبصورة علنية، أن من بين أخطائها تقديرها في العام 2003
أن صدام حسين يملك "قدرات لإطلاق أسلحة غير تقليدية" وأنه "عندما يشعر أن
ظهره نحو الحائط، فإن ثمة احتمال ضئيل بأن يطلقها باتجاه إسرائيل".
وأضافت "هآرتس" أنه تبيّن بعد فوات الأوان أنه لم يكن لدى صدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية قبل الغزو الأميركي للعراق.
كما اعترفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بأنها فوجئت عندما أعلنت ليبيا عن نيتها وقف برنامجها النووي.
ولفتت
الصحيفة الى أن هذا الاعتراف يعني عمليا أن شعبة الاستخبارات العسكرية
و"الموساد" لم يكونا يعرفان أنه كان لدى ليبيا نية في إنتاج سلاح نووي.
ونقلت "هآرتس" عن مصدر استخباراتي إسرائيلي قوله إن "شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد استخلصا العبر من المفاجأة الليبية".
وفيما
يتعلق بالفلسطينيين، اعترفت الاستخبارات وخصوصا جهاز "الشاباك"، أنها لم
تتوقع فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت في مطلع
العام 2006 على الرغم من تقديرها أن حماس ستحقق نجاحا كبيراً في
الانتخابات.
وذكرت
"هآرتس" أن هذا الفشل نابع من أن أجهزة الاستخبارات وخصوصاً دوائر البحث
في "الشاباك" وشعبة الاستخبارات العسكرية لم يكن لديها المعلومات الكافية
وقدرات التحليل لما يحدث في المجتمع الفلسطيني.
وعقبت المصادر الاستخباراتية على ذلك بالقول إنه "يجري استخلاص عبر وتعميق المعرفة بالمجتمع الإسرائيلي".
وأفادت
"هآرتس" أن هذه الاعترافات وغيرها تظهر في كتاب رسمي جديد بعنوان "عمل فني
– 60 عاما للاستخبارات الإسرائيلية، نظرة من الداخل"، حرّره العميد في
الاحتياط عاموس غلبواع والعميد في الاحتياط أفرايم لبيد، وينشره مركز تراث
الاستخبارات، الذي ينظم بداخله جميع الذين اعتزلوا العمل في أجهزة
الاستخبارات الإسرائيلية وأذرعها، وهي شعبة الاستخبارات العسكرية
و"الموساد" و"الشاباك" و"نتيف" التي تنشط في دول الاتحاد السوفييتي السابق.
ومرّ
الكتاب على الرقابة العسكرية الإسرائيلية للتدقيق فيه والحصول على مصادقة
الوحدات المسؤولة عن الحفاظ على المعلومات حول أجهزة الاستخبارات وأيضا
مصادقة جميع الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.